كاتبة ناشئة

ترى… ما الذي يغري كاتبة ناشئة بأن تبني باكورة منشوراتها على أن تكون رسالة مخبوءة من البطلة إلى البطل؟ لا ريب في أنها بنية معروفة ومستعملة، غير أنها ربما لم تكن مطروقة في بواكير المنشورات إلا إذا استولت على أصحابها فكرة التطهُّر بالكتابة؛ فمن ثم يتيحونها من داخل أعمالهم مثلما أتيحت لهم من خارجها! في هذا العمل سيرة شابة عربية عمانية مسلمة مسنونة المشاعر متمردة على التقاليد متطلعة إلى كمال وجودها بالامتزاج بعشيقها، أتاحت لها ظروف سفرها الدراسي إلى أوروبا أن تعثر على بغيتها فابت إلا أن يكون شابا عربيا يمنيا مسلما، تمازجه في ماضيه مثلما تمازجه في حاضره! إنها شابة متمردة على التقاليد، نعم، ولكنها ذائبة في أهلها وبلدها! وهذا نمط من التمرد العطوف طريف جدا ولطيف كذلك جدا، لا يفضي إلى عواقب غيره الوخيمة، بل يتكشف دائما عن مظاهر من التضحية والبذل والإحسان والوفاء، لا تمر على متلقيها من غير أن تترك في نفسه علامة على الطريق الصحيح. ولقد انقسمت السيرة على بطليها -ولاسيما بطلتها- فلا أحداث إلا ما حدث لهما أو يحدث أو يُرجى أن يحدث، ولا ذكريات، ولا مراسلات…ØŒ غير أن الكاتبة أفرطت أحيانا فيما استطردت إليه من ذلك، كما في إكثارها من شعر محمود درويش، ومن تفاصيل نظام القرية العمانية الزراعي، ومن الأساطير والعلوم القديمة… توزع الكلام في ذلك كله على الأسطر، ولا تتابع بينه، وكأنما توقعه توقيعا، وتحمل القارئ على أن يميل معه، ولا تتركه يميل مع القارئ، وجها آخر لطيفا من التمرد على التقاليد، يلبسه بذلك النمط من الشعر الذي تعلقت به وأكثرت منه.

Related posts

Leave a Comment